زوجي تزوج علي (الجزء الثاني)

في يومٍ ما، دعتني أمي للجلوس معها، فأتيت وجلست أمامها. قالت لي بابتسامة: “هناك شاب محترم ولطيف سيصبح عريسك، يبدو أنه من عائلة طيبة”. سألتها بخوفٍ وقلقٍ: “هل نعرفه يا أمي؟” ثم أضافت بلا تردد: “سيأتي ليروني إن كان مناسبًا لكِ”. قامت وهي تتحرك دون أن ترد على سؤالي، قائلة: “حددت موعدًا للخطبة وبعدها سيكون الزواج سريعًا، لا داعي للتأجيل”. وبالفعل، حدث كل ما قالته ولم أشعر حينها بأي حالة من الرفض، فحياتي تسير كما يشاءها أمي.

قبل الزفاف، جلست معي وقالت: “الزواج يعني الانصياع لزوجك وتلبية طلباته واحتياجات بيته، لا تطلبي أي شيء شخصي، فهو فقط من يحدد ويقرر، وعليك أن تلبي رغباته لكي لا يشعر بالضيق ويهجرك”. أجبتها قائلة: “حسنًا يا أمي”. وفعلاً، قمت بفعل كل ما أمرتني به دون أن أفكر، فقد اعتدت على طاعته وتنفيذ طلباته دون مناقشة. تعودت أيضًا على عدم الاهتمام به، حتى أنه كان يبيت خارج المنزل لعدة ليالٍ ولا أسأله، خوفًا من إزعاجه بأسئلتي، كما نصحتني أمي. استمرت هذه الحالة لمدة عامين بدون أن ننجب. وفي ليلة باردة جدًا، وأنا أتمنى

لو يضمني إليه بدفء هتف قائلا: “أرجوك، لا تفعل ذلك لكنه أصر وأمرني بالرحيل ابتداءً من صباح اليوم التالي. ينوي الزواج وأنا لم أرد ذلك. لقد استغربت كل الأمر، فقد شعرت بالاضطراب والارتباك الشديدين، وبقيت في الفراش لفترة طويلة. لم أكن أرغب أبدًا في التعامل مع أحد في تلك الحالة. كان قلبي متعبًا وروحي مجهدة، حيث فقدت الكثير ولم يبق لي سوى الخيانة والخذلان. كانت هذه المرة الأولى التي تعاطفت فيها أمي معي، وبدأت تقترب مني لمساعدتي في الخروج من هذا الوضع، وخاصة أنها عاشت تجربة مشابهة في الماضي. بدأت تساندني في جميع جوانب حياتي،

 

من تحضير الطعام إلى تحديد وجهات الخروج وتلبية احتياجاتي الأخرى. قد تبدو هذه الأمور بسيطة، لكنها جعلتني أشعر بأنني مهتم بها. بعد عدة أشهر، تقدم لي رجل للزواج الذي كان قد تزوج من قبل ولم ينجب أطفالًا، وبحاجة لعلاج طبي. ومع ذلك، زوجته السابقة رفضت القبول بهذا وطلبت الطلاق. عندما أخبرتني أمي بهذا الأمر، سألتني رأيي في الموضوع. أجبتها: “لا أعلم، أمي… ما رأيك أنتِ؟” لكنها قاطعتني بحدة قائلة: “لا، هذه حياتك وأنتِ صاحبة القرار.”

شاهد الجزء الثالث من هنا

 
تابع موقع كورة علي النت في أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى