زوجي تزوج علي (الجزء الثالث)
ثم أردفت مُبتسمة قائلة: “استمعي، سنحدد موعدًا للجلوس معه وأنتِ تحكمين بنفسك عليه، حتى لو طلب الأمر جلسات متعددة. المهم أن تقتنعي بالموافقة أو الرفض.” فعلاً، جلست معه وكان حديثه مؤنسًا تمامًا كهيئته النظيفة، وكأنه كان يملك ما فتقدته في زوجي السابق الذي لم يكن يهتم بمظهره أو حتى نظافته. المهم أنني وافقت على هذا الرجل لأبدأ حياة جديدة تمامًا، رجل يشاركني في كل شيء ويأخذ رأيي في جميع جوانب حياتنا، حتى الأمور البسيطة جدًا. يصر دومًا على أن يختار لنفسه ولو أمرًا بسيطًا يجلبه لي. أصبحت أدرك أن لدي شخصية بداخلي، ورأي وكيان وشعور بالذات.
لاحظت أنني بدأت أهتم أكثر بمظهري وأصبح يتلألأ يومًا بعد يوم بفضل اهتمامه. قضاء الوقت معي جعلني أستمتع بالترتيب والطبخ، وشعرت حقًا بأنوثتي وبأنه يهتم بحاجاتي قبل حاجاته. كنت له خليطًا ما بين الأنثى المطيعة العاقلة التي لا تهاجم كثيرًا وبين الأنثى ذات الرأي الحكيم المحترمة في الحديث، والتي تسعى دائمًا لإرضائه والحفاظ على سعادته. في يوم ما، سألني: “لم أسألك من قبل عن طلاقك، هل تسمحين لي بمناقشة هذا الموضوع؟” فأجبت بحزن: “كنت ضحية.” فرد علي قائلاً: “كيف؟” تنهدت وقلت: “أعطيته كل الحب والرضا والهدوء، ولم أطلب منه شيئًا. وكنت أتركه يعيش حياته بحرية، لكنه في المقابل طلقني ليتزوج امرأة أخرى لينجب. شرحت له الموقف بالتفصيل، ولكن كان رده غريبًا. قال: “أنتِ لستِ ضحية، أنتِ من تسببت بذلك. لم يبذل جهدًا لتحسينك، فلم يجد منكِ الاهتمام الذي يحتاجه. لم تسألي عن حياته أو أي شيء، كان الصمت والبعد هما السمة السائدة دائمًا. كان لديه صبرٌ كبيرٌ لكِ، وأعطاكِ فرصة لإظهار ما بداخلكِ، لكنكِ لم تفعلي ذلك، وكنتِ تلعبين دورًا محدودًا.”