زوجي تزوج علي (الجزء الأول)
بعد غياب زوجي لمدة ثلاثة أيام، عاد أخيرًا إلى المنزل ووجدني جالسة أمام المدفأة. لاحظت على وجهه عدم الارتياح، فرحبت به قائلة: “أهلاً بعودتك إلى المنزل”. فجأة، أخبرني أنه قرر الزواج من امرأة أخرى. كانت الصدمة تكاد تقتلني وسألته بتوتر: “وماذا عني؟”. لكنه تجاهلني وتوجه نحو الباب قائلاً: “عليك أن تعودي إلى منزل أمك صباح الغد، لأنني سأتزوج في هذه الشقة”. ثم أضاف بلا رحمة: “ليس لكِ مكان في حياتي”. حاولت أن ألحقه وأتوسل إليه قائلة: “بعد كل ما قدمته لك، هل هذا هو جزائي؟ أن تطرحني خارج حياتك؟” فتح الباب دون أن يلتفت إليّ وقال: “أنا مغرم بتلك المرأة، ولم أقع في حبك أبدًا”. هذا اللقاء كان بداية لأحداث غير متوقعة بالنسبة لي، فقد نشأت في بيتٍ يفتقر إلى الحب، حيث يتزوج والدي امرأة أخرى ولا يهتم بمشاعري.
حالتنا لم تكن أبدًا جيدة، والأم تحمل عبئًا كبيرًا بعدما اختار زوجها امرأة أخرى على حسابها، وتجاهلها وحرمها من حقوقها، مما جعلها تفقد كل مشاعرها. لم أتذكر يومًا أنها سألت عن أخباري أو تقربت إليّ لتعويض غياب الأب بحبها. بالعكس، كانت غائبة هي أيضًا بحجة انشغالها بالعمل والمنزل. قامت بتربيتي بطريقة تعتمد على الانصياع لأوامرها دون مناقشة، مما أدى إلى تدمير شخصيتي تمامًا. لم تُؤخذ آرائي في الاعتبار أو تُسمح لي بالتعبير عن ذاتي أبدًا. حتى عندما التحقت بالجامعة وجدتها قد قررت بالنيابة عني أن أدرس الأدب، على الرغم من اهتمامي بالعلوم واهتمامي بالتاريخ. لم يكن لي حقًا في التفكير بما أرغب فيه أو التعبير عن آرائي، وتعودت على ذلك.