قصة ليلة الدخـلة (الجزء الثامن)
خرجت من الشقة وأغلقت الباب وراءي. كنت مستعدًا تمامًا، ووضعت كاميرا صغيرة غير مرئية في مكان يمكنها كشف السرير. كان أملي أن تلتقط أي محادثة أو حركة من نور. تأكدت من أن الكاميرا متصلة بشكل جيد، وقبل عودة نور، قررت الخروج لأظهر عدم اهتمامي.
عندما عادت نور، سألتني بصوت متسائل “أنت فين؟”، ردت عليها قائلاً “أنا في مشوار ولن أعود إلا بعد منتصف الليل”. نور ظلت صامتة للحظات، كان الوقت في العصر، ثم قالت بصوت مشكوك فيه “هل ستظل خارجًا كل هذا الوقت؟”، أجبتها بلا اهتمام قائلاً “نعم، افعل ما تشاء ولا تقلقي عليّ”. ثم صمتت نور مرة أخرى للحظات، ثم سألت “أخذت راحتك؟”، قلت بلا مبالاة “قصدي، لا تقلقي”. نور قالت بنبرة غير معروفة “ماشي يا أدهم”.
ظللت خارجًا حتى منتصف الليل، جالسًا في المقهى، ثم عدت إلى الشقة. عندما فتحت الباب، وجدت الشقة في حالة فوضى، الجدران مكسورة، والأثاث مبعثر، والحطام والأتربة في كل مكان. كأن انفجارًا حدث في الشقة. ركضت إلى غرفة نور التي كانت مفتوحة، وسألتها باندهاش “حدث شيء خلال غيابي؟! هل تعرضت الشقة للتخريب؟”، وهي كانت نائمة على السرير وأجابت بصوت هادئ “لا، لا شيء، قمت بتغيير التوصيلات الكهربائية للشقة، كانت قديمة ولم تعجبني”. دخلت الغرفة ولم أجد الكاميرا، نور سألتني بتساؤل “لماذا تحدق بهذا الشكل في السقف؟”، رديت بلا اهتمام “لا يوجد شيء، فقط فكرت في شيء آخر”، ثم خرجت من الغرفة قائلاً “أدهم”، وجدنا هذا الجهاز معلقًا هنا، هل تعرف ما هو؟” وأشارت إلى الكاميرا التي كانت في يدي. قلت لها “لا أعرف بالضبط، أنا اشتريت الشقة حديثًا، ربما يكون ملك المالك السابق”. نظرت إلي وابتسمت، ثم قالت “ماشي يا أدهم، عادي”.
خرجت من الصالة ويدي على صدري، كيف علمت بالكاميرا؟ في الصالة وغرفة النوم فقط تم تغيير التوصيلات الكهربائية، بينما الشقة الباقية لم تتأثر. كيف عرفت موقعها؟ وهل تعلمت أنني أنا من وضعت الكاميرا؟ سألتها “مالك؟”، نور خرجت من الغرفة وجلست بجانبي، وقالت “أنت لست على طبيعتك. لديك بعض المشاكل في العمل، أليس كذلك يا حبيبي؟”، قلت لها بينما أنا آخذ دشًا “سأستحم”.
دخلت الحمام وتركت هاتفها بجانبي لأول مرة منذ بداية زواجنا…
شـاهد الجزء التاسع من هنا