قصة ليلة الدخـلة (الجزء السادس)

بعد تثبيت برنامج يقوم بانتزاع الرسائل المحذوفة من تطبيق الواتساب، لم أتمكن من العثور على أي شيء. ثم سألت مدحت: “هل وجدت شيئًا؟” شعرت بالضيق وأنا أفكر في أنني صغير جدًا وأتمنى أن أختفي، وأخيرًا قلت لنفسي: “لا يوجد شيء!” نظر مدحت نحو نور وابتسم، ثم نظر إليّ وقال: “ابنتنا مؤدبة ونحن واثقون منها.” تعليقاتهما حول سلوكي وكوني فتاة أصول تركتني في حيرة. لقد انطفأت سيجارته وبدأت نور في جمع أغراضها. بدأت أشعر بالغضب والارتباك، لا أعرف ماذا أفعل. خرجت نور من الغرفة وهي تسحب حقيبتها وقالت بسعادة:

“أنا جاهزة.” سحبت سحبة من سيجارتي ووجهت كلامي لمدحت: “على فكرة، يا مدحت، أختك لا تسمح لي بمسها.” غضب مدحت وقال بغضب: “كفاكِ كذبًا، هل لديك الشجاعة لتقول الحقيقة؟ لماذا لا تعترفين بأنك ضعيف جنسيًا وأن نور تتظاهر معك لكي لا تعرضك للإهانة أمامنا؟” تحملت كلامه لأنها ابنة أصول وكان هذا هو جزاؤها. أنا آسفة لأن أختي تسمع هذا الكلام البذيء، ولكنها يجب أن تعلم أنني واقفة بجانبها وأعرف كل شيء. “هذا الكلام غير صحيح يا مدحت، أختك تمنعني من لمسها.” رد مدحت بغضب: “أدهم، كلمة واحدة أخرى ولن يكون هناك خير، سأدخلك السجن.” ضربته، أهانته، شككت فيه كأنها واحدة من الشوارع. ولكن سأجلب حقها بشكل جيد. أخذت الحقيبة من نور وجرها باتجاه السلم، وهي تسير ورائه. سارت ورائهما وأحاول أن أعتذر لأنني كنت غاضبة.

عند الدرجة العليا للسلم، سمعت مدحت يلوم نور بصوت هادئ كان واضحًا لكني لم أسمعه بوضوح. سمعت كلمة واحدة فقط، “لعب العيال ده تنسيه!” عدت إلى الشقة مشتعلة من الغضب، كسرت كرسيًا وطاولة، ألقيت الأواني وركلت فنجان القهوة. هل يمكن أن كل هذا يكون مجرد شك؟ هل نور بريئة وأنا أعاني من وسواس؟ قضيت يومين يحرق أعصابي حتى أصبحت عصبيًا. حجزت موعدًا مع طبيب نفسي وأجريت اختبارًا، وكانت النتيجة أنني في حالة نفسية سليمة ولا أعاني من اضطرابات ولا تخيلات. اتصلت بوالد نور وأخبرته أنني سأكون عندهم بعد الظهر وأعتذر عن كل شيء. رفض والدها في البداية، ولكن بعد ملحوظة التمسك، وافق. أخذت وردة وهدية معي وذهبت إلى منزلهم. كان الجميع موجودًا، سمعت كلمات مُسيئة تجرح النفس، لكني حبست أعصابي. توجهت نحو نور، ترجاها أن تعود معي، رفضت حماتي بشكل قاطع. لم يكن لبقاءها سوى كلمة الطلاق.

شـاهد الجزء السابع من هنا

 
تابع موقع كورة علي النت في أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى