قصة ليلة الدخـلة (الجزء الثالث)
ليس لدينا بنات مطلقات، وهي تبكي قائلة: “يا أبي، يريد أن يتزوج، ويرغب أيضًا في أن تعيش معنا في البيت. يا أبي، كرامتي بالله عليك.” والدها بصوت متجمد يقول: “لقد أخبرتك بما فيها، ليس لدينا بنات مطلقات. هل ترغبين في تعريضي للعار أمام العائلة؟ خذي أطفالك وارجعي إلى بيتك. ولا توجد امرأة تأكل است على حالها مثلها. رضي بحظك وعش حياتك. لدي ثلاث بنات آخريات بخلافك، وأرغب في تزويجهن، فلن يكون هناك أكثر من أربعة.”
هي تبكي قائلة: “لو كانت أمي حية، فإنها لن توافق على طردي من منزل أبي. إن لم أجد مأوى عند أبي، فسأجده عند أمي. هل ترضي أن تشاهديني مكسورة بهذه الطريقة؟”
والدها: “يا جنات، يا بنتي، أخبرتك عن وضعي. يصعب عليَّ أن أراكِ حزينة، ولكن هل ترى ظروفي اليوم؟ أعمل بجد ومرهق، والصحة لم تعد تساعدني في العمل. ولدي ابنتك الكبرى مخطوبة، والاثنتان الأخريات يتعلمان. ماذا أفعل، يا بنتي؟ ارضي بحظك وعشي.”
جنات: “يا بابا، هل يمكنك أن تتحدث معه وتصرخ عليه وتبين له أنني لا أحتمل وجود أحد يتدخل في شؤوني؟”
والدها: “دون أن تتحدثي معه وتصرخي، وعدني بأنه سيصلح الأمور بينكما. وأنه يجب عليه أن يكمل عقد الزواج هذا لأنه لا يمكن أن يتحدث عليها. هذا هو حظك، يا بنتي، فارضي به.”
خرجت جنات من منزل والدها بصحبة أطفالها وهي تبكي بحرقة، لم تتوقف دموعها عن السيل. وعندما وصلت إلى المنزل، وجدت زوجها ينتظرها.
عندما رآها بهذا الحال، شعر بالقلق الشديد وحاول التحدث إليها لتخفيف ألمها، لكنها لم ترد عليه وذهبت مباشرة إلى غرفتها.
ابنها: “بابا، أنا جائع.”
والدها: “حسنًا يا حبيبي، تعال أجهز لكم شيئًا لتأكلوه.”
ابنتها: “يا بابا، لماذا تبكي ماما؟ أحاول التحدث معها ولكنها لا تجيبني.”
والدها بتأثر: “لا تقلقي يا جنات، ستمر هذه الفترة وتتلاشى.”
في مكان آخر، قالت فتاة بينما كانت مذهولة: “كيف يمكنكم أن تقترحوا الزواج عليَّ وأنا متزوجة ولدي أطفال؟ لماذا ترموني بالراميَّة هكذا؟”
أخوها الأكبر بهدوء: “تفضلي، دعينا نتحدث بروحٍ هادئة، يا أسماء.”
أسماء: “هل تعتقدون أن الرجل المتزوج هو الخيار الوحيد؟ ما الذي يمنعني من أن يكون لي منزل ينهار بسببي؟”
شـاهد الجزء الرابع من هنا