قصة زوجتي (الجزء الثاني)

بعد تناول الإفطار، طلبت زوجتي مني أن نجلس في الشرفة لنتحدث ونستمتع بوقت ممتع، وفعلًا، قضينا وقتًا ممتعًا حتى الساعة الثالثة صباحًا، تضحك ومزاح وحديث وافتقدت أيام خطوبتنا مرة أخرى. لدرجة أنني كنت أوضع بناتي في نومهن بأي طريقة لكي أتمتع بوقتٍ قليل مع زوجتي بسبب تسارع نبضات قلبي نحوها.

في النهاية، ذهبنا للنوم، وعند أذان الفجر، استيقظت لتوقظني لأصلي. كنت مرهقًا جدًا وغير قادر على النهوض، لكنها كانت عازمة على أن أقوم بأي طريقة. في النهاية، استيقظت وأديت صلاة الفجر في المسجد وعدت لأجدها جالسة على سجادة الصلاة وتضع رأسها بين يديها. اقتربت للتأكد من حالتها وأصابني الذهول، بدت شاحبة بطريقة غريبة، كمريضة تعاني منذ سنوات وليس لحظة واحدة فقط.

حاولت أن تطمئنني، لكنها كانت حقًا متعبة. أخذت قرارًا سريعًا بأن أنقلها إلى أقرب مستشفى دون تفكير، ودخلنا إلى قسم الاستقبال. أخبرني الطبيب أنها تعاني من التعب الشديد والصداع نتيجة الإرهاق، وأنها ستتلقى محلولًا لمدة ساعتين فقط وستكون بخير بعدها.

كان قلبي ينزف الألم على مشهد زوجتي وهي تبتسم على الرغم من أنني أعلم أنها تعاني من ألم الإبر. أدركت تمامًا أنها تخاف من الإبر بشدة. عندما هدأت واستراحت للحظة، خرجت لتشرب فنجانًا من القهوة لأستعيد قوتي وأنتظرها. انتظرت، انتظرت…

“الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله”

“الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”

بدأت أسمع تكبيرات عيد الفطر، وأحزنت لأنها لم تكن بجانبي كما هي العادة لنخرج معًا لصلاة العيد في الساحة. وسط انشغالي بصوت التكبيرات الجميلة، شعرت بارتباك غريب ورأيت ممرضة تجري بقلق. نظرت بعدم فهم واقتربت من غرفة زوجتي وقلبي ينبض بشدة وعنف.

نظرت من النافذة ورأيت الطبيب والممرضة يحاولون فعل المزيد لإنقاذها. وصلوا إلى حد استخدام جهاز الصدمة الكهربائية. وقفت كأنني مشلول وأراقب الوضع بلا وعي، كانت أعصابي تنهار وريقي يجف مثل الحجر.

وبعد لحظات من الرعب الحقيقي، وجدت الإجابة في عيون الطبيب، ويا ليتني مت قبل أن أرى تلك النظرة وأسمع تلك الكلمات المدوية، “البقاء لله”.

شـاهد الجزء الثالث من هنا

 
تابع موقع كورة علي النت في أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى