قصة بلغت الثلاثين ولم أتزوج (الجزء الثاني)

 

وبالرغم من هذا كله، كنت سعيدة. رغم أنهم كانوا يحاولون دائمًا إغاظتي ويرمون الطعام على الطاولة ويتلفظون بعبارات تحفظتها في ذاكرتي، وكان الطعام غير لذيذ، أمي تطبخ طعامًا شهيًا، وأنا لا أحب هذا وأكره ذاك، فأفضل تناول سندويش زعتر أو جبنة. هكذا كانوا يترددون بينما أنا أمامهم، كانت التحريضات تواجهني يوميًا، وصارت جزءًا من حياتي حتى إنني بدأت أحفظها في عقلي وأخفيها في قلبي.

في يومٍ من الأيام، فقدت أعصابي وقلت للابنة الكبرى: “لماذا لا تذهبي للعيش مع والدتك إذا كانت رائعة وتحبك، وأنتِ تفضلين طعامها؟” سكتت ونظرت إلي بنظرة غريبة، ولم تجد ما تقول، ثم انكبت دموعها إلى والدها وقالت له: “أريد الذهاب لأعيش مع أمي”. فنظر إلي بدهشة، وقاطعتها قائلة: “لا حبيبتي، مكانك ليس عند والدتك، مكانك هنا في البيت. لكنني سأستمع إلى كلام أمك وأحاول أن لا أزعجك في الطعام وأن لا أسكب العصير على أرضية غرفتك وأن لا أقوم بتكرار ما تعلمته”. سكتت وعلمت أنني فهمت ما تفعله ولماذا.

تأثرت ابنتي البالغة من العمر ثمانية سنوات وذهبت إلى غرفتها. بالطبع، غضب زوجي وزادت المشاجرات تصاعدًا يومًا بعد يوم، حتى وصلوا إلى حد دخول غرفتي سراً وإخفاء أشيائي بين الحين والآخر. وكانوا يطبقون دروساً تعلموها من والدتهم. ولكني كنت صامتة ومتحملة، آملة أن يتغير وضعهم مع مرور الأيام، خاصة الابنة الكبرى التي تشعر بأنني في المكان الخاطئ وأن وجودي في المنزل يعتبر عبئًا عليها. مرت الأيام بلا تحسن يُذكر.

فنزعجت ابنة ثمان سنوات وذهبت غرفتها وطبعاااا غضب زوجي وكانت المشاجرات تكبر يوم بعد يوم حتى باتوا يدخلون غرفتي خلسة ويخفون أشيائي بين الحين والأخرى !!!

شـاهد الجزء الثالث من هنا قصة بلغت الثلاثين ولم أتزوج (الجزء الثالث)

 
تابع موقع كورة علي النت في أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى