لـيلة الدخلـة (الجزء الثاني والعشرون)
وفي لحظة مفاجئة، تحول الثعبان الموجود على المخدة إلى شخص يجلس عليها. عندما تحققت من الشخص، وجدته يمسك الثعبان وابتلعه. أصابتني حالة من الذهول والصدمة حتى فقدت القدرة على الصراخ أو الركض. اقترب الشخص مني وشاورني أن أهدي وأجلس لأستمع له. حاولت بصعوبة تحريك لساني وفي النهاية سألته: “أنت من؟” بصوتٍ مرتجف. ابتسم الشخص وقال لي بعبارة تلمع في عينيه: “أنا… الوسيط”. رفعت نظري إلى العريس الذي كان مستلقيًا وقد فقد الوعي، وسألت الوسيط مرة أخرى: “هل أنت الذي قتل العريس؟”
ابتسم الوسيط وأجاب: “أولاً، العريس لا يزال على قيد الحياة، وكذلك العرسان الذين اختفوا قبله”. أضاف قائلاً: “لكن يمكن أن يُقتل السبعة عرسان في لحظة إذا عصيت أوامري، وإذا مات العرسان، فسوف توجه الاتهامات لكِ، لأن السبعة عرسان اختفوا عندكِ في منزلكِ، وعندما يجدهم الشرطة مقتولين، ستكونِ أنتِ وأختكِ وصديقتكِ مهددات بالإعدام معًا”. رددت بترتجف: “لماذا سنُعدم؟ أليس العرسان لا يزالون على قيد الحياة؟” ابتسم الوسيط وأجاب: “حياة العرسان أو موتهم، ستكون مسؤوليتكِ لتقرريها”. نظرت إليه بدهشة وقلت: “أنا لستُ مفهومة، ماذا تعني؟” وضح الوسيط كلامه قائلاً: “أعني أن حياة العرسان تعتمد على موافقتكِ على ما سأطلبه منكِ”.
كان الاختيار بين شيء صعبين، حياتي أو حياة شيماء وهند. فكرت في خداع الوسيط لأخذ وقت للتفكير. بداية، قلت للوسيط: “أنا موافقة على استدراج شيماء وهند إلى بيت أم هاني وتسليمهما لكم كقربان، لكن أعطني بعض الوقت، حتى لو يومين، لأجد الفكرة التي سأستخدمها لاستدراجهما.” رد الوسيط قائلاً: “كثيرة يومين.” أجبته قائلةً: “يمكنني أن أجد الفكرة في فترة أقل من ذلك بكثير، ولكن سأحتاج يومين فقط لأفكر جيدًا.” لمعت عيون الوسيط وبعد لحظة قال لي: “اتفقنا، سننتظر يومين وتكوني حذرة، لكن إذا تجاوزت المدة ولم تفِ بوعدك، ستموت أنتم الثلاثة.” أجبت قائلةً: “موافقة، اتفقنا.” بمجرد التوصل إلى اتفاق، اختفى الوسيط في لحظة، واختفى معه العريس، ولم أعرف أين ذهبا.
في هذه اللحظة، استمريت في التفكير، وقلت لنفسي: “ما هذا الحيرة؟ الله يرحمك يا وسيط.” لا أستطيع قتل صديقتي هند، فكيف بالنسبة لأختي؟ كيف يُطلب مني أن أقتلهما؟ عادت شكوكي إلى ابتلاءات الماضي، حينما أخذت شيماء بي إلى المراجيح في العيد، وتعرضنا للاعتداء الجنسي، وعندما جلبتنا إلى الإسكندرية وجعلتني أنحرف وأسرق وأتزوج بطريقة غير شرعية، وكل ذلك بسببها أصبحتنا نأكل الحرام. بدأت أغضب بشدة من شيماء، فقلت لنفسي: “شيماء هي المسببة لكل ما نعانيه، هي التي جعلتنا في هذا الوضع الصعب، بلا شيماء بلا زفت!” اشتدت غضبي وبدأت أفكر في كيفية قتل شيماء، لأجد مبررًا لذلك، هي وهند. نعم، شيماء هي التي أخذتني إلى المراجيح في ذلك اليوم وعندما تعرضنا للاعتداء الجنسي، وهي أيضًا التي جلبتنا إلى الإسكندرية. إنها تستحق الموت حقًا.
في حماس غضبي، ذهبت بسرعة إلى غرفة شيماء وهند واقتربت من سرير شيماء وأيقظتها من نومها، قائلةً: “تعالي معي برة للحظة، يا شيماء، أحتاجك.” أطاعت شيماء أمري وخرجت ورائي إلى البلكونة. وقفت هناك وبدأت في إثارة المشاكل ومحاولة الاشتباك مع أختي، لأن شيماء كانت تعتدي عليّ وتضربني. اشتد غضبي حتى بدأت أفكر في قتلها، لكنها لم تفعل ذلك. قلت لها بغضب: “أنتِ أنسانة زبالة يا شيماء، ولو لم تكن في حياتي، لكنتُ أصبحت الشخص الأفضل في العالم، وكنت أنتظر أن تصفعني أختي الكبيرة قليلة الأدب على وجهي بعد ما فعلتيه.” وأثناء قولي ذلك، لاحظت دموعًا في عينيها وقبل أن تنهار وتعتذر لي، بعدت وجهي عنها وقلت لها: “ما تكونيش غلطانة وتبكي مرة أخرى.”
ثم قلت لها بحدة: “على فكرة يا شيماء، أنتِ السبب في ما نحن عليه الان