لـيلة الدخلـة (الجزء التاسع عشر)
“أخذنا إلى أي مكان آمن وبعيد عن هاني، رجاءً.” فأجاب السائق بترحاب، “حسب رغبتكم يا سيدتي، أين تودون الذهاب؟”
بينما كنا في السيارة، تفاوضنا بيننا حول الوجهة المناسبة. اقترحت أن نقابل أحد أفراد عائلتنا للحصول على المساعدة والأمان. وافقت شيماء على هذا الاقتراح وقالت: “نعم، يجب أن نطمئن على أنفسنا ونبلغ الأهل بما حدث”.
لكن هند رفضت الفكرة وألمحت إلى أن هاني قد يكون يتربص بنا في المنزل. قالت: “أعتقد أنه لن يسمح لنا بالعودة، فلنبحث عن مأوى آمن بعيدًا عنه”.
في تلك اللحظة، كانت شيماء تفكر بتركيز، ثم دعت السائق قائلة: “يرجى الذهاب إلى فندق مرموق وآمن في المدينة”. قبلنا اقتراحها وطلبنا من السائق أن يوجهنا إلى فندق مناسب.
بينما كنا نسير في السيارة، بدأت أنا وهند نشعر بالارتياح بعد الهروب من المكان المخيف. كنا نأمل أن نجد المأوى الآمن الذي سيحمينا من هاني ويساعدنا في التعافي من صدمة ما حدث.
ومع كل دقيقة تمر، زادت رغبتنا في الاستقرار والحصول على الراحة والأمان. نأمل أن نجد ملاذًا آمنًا حيث يمكننا تجاوز هذه التجربة الصعبة وإعادة بناء حياتنا.
قررنا أن نستكشف مدينة الإسكندرية لنجد حلاً لمشكلتنا، فقد سألت شيماء بحماس، “هل نذهب إلى الإسكندرية يا داليا؟”
أجبتها بابتسامة وقلت، “نعم، لنستمتع بوقتنا معًا في الإسكندرية، ونعيش أجواءها الرائعة. أنا سعيدة جدًا بعودتك للقوة والنشاط.”
بدأنا رحلتنا عبر الحافلة المتجهة إلى الإسكندرية، وعندما وصلنا، سألت شيماء عن الوجهة التي سنتوجه إليها. فأجابت بثقة، “سنذهب إلى منزل زوجة خالي التي تعيش هنا، ربما تساعدنا في العثور على حل لمشكلتنا.”
وصلنا إلى منزل زوجة خالي في الإسكندرية، لكن الجيران أخبرونا أنها غادرت منذ عام وتركت شقتها. وقد وجدنا أنفسنا في حالة من الارتباك، حيث كنا بلا مأوى ومحتارين فيما يجب علينا فعله.
حاولنا قضاء بعض الوقت في الموقف لكي نفكر في الحلول، ولقد نمنا في الحديقة لبعض الوقت. ومع ذلك، لم يكن لدينا خيار سوى بيع المصوغات الذهبية التي كانت بحوزتنا للحصول على بعض المال وتلبية احتياجاتنا الأساسية.