رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء العشرون)
عندما وصلت إلى القطر رقم 4، شعرت بالسعادة والتفاؤل. قبل أن أدخل القطر، نظرت إلى السماء وابتسمت، وقلت: “إن شاء الله الأيام القادمة ستكون أفضل… سلام يا إسكندرية”.
دخلت القطر وجلست على كرسيي، وبينما كنت في الداخل، كانت هناك سيدة وابنتها جالستين بجانبي، وكانت الأم تلعب مع ابنتها. شعرت بالسعادة واستمتعت بمشاهدتهم، وانشرحت صدري.
سألتني السيدة قائلة: “ما اسمك؟”
أجبت قائلة: “اسمي أيلين”.
قالت لي: “هذا الاسم يبدو غير مصري، يبدو أنه من أوروبا”.
أجبتها قائلة: “نعم، إنه اسم أجنبي، ولكنه اسم جميل بالفعل”.
شكرتها قائلة: “شكرًا لك… وبنتك جميلة، أتمنى أن يحفظها الله لك”.
قالت السيدة وهي تنظر إلى يدي: “هل أنت متزوجة؟”
لم أعرف كيف أرد بالضبط، فقلت: “نعم، أنا متزوجة”.
سألتني قائلة: “أين زوجك؟ لماذا ليس معك؟”
قلت بتردد: “حسنًا… ربما لا يمكنني الرد على هذا السؤال”.
أجابت قائلة: “بالطبع، على راحتك… المهم، هل أنت ذاهبة إلى القاهرة للعمل أم لأمر آخر؟”
قلت: “أنا ذاهبة إلى القاهرة للإقامة هناك وللعمل أيضًا”.
قالت: “أتمنى لك التوفيق”.
بعدها لم نتحدث كثيرًا، واستمرت السيدة في لعب ابنتها. كانت اللقطة مبهجة وجميلة وأعادت البهجة إلى قلبي.
نظرت إلى يدي ولاحظت أنني لا تزال أرتدي خاتم الزواج!
قمت بخلع الخاتم وألقيته من نافذة القطر، لأنني لا أرغب في أي شيء يذكرني بسليم. إنها صفحة قد أغلقتها نهائيًا… وسأبدأ حياة جديدة بعيدًا عنه.
عند سليم…
سليم كان يبحث عن أيلين في كل من يعرفهم، ولكنه لم يجدها. كان يقود سيارته ويقول: “أين أنت يا أيلين؟ أرجوكِ عُدِي، أدركت خطأي وأريدكِ… سأجدكِ إن شاء الله، سأصلح كل ما فعلته… أعدكِ لن أغضبكِ مرة أخرى، فقط ظهري… هل أنت هنا؟”
فكر قليلاً وقال: “أنا أعرف من يمكن أن يعرف مكانكِ”.
انطلق بسيارته في اتجاه والده.
عندما وصل، نزل من السيارة وذهب إلى والده وقال له: “بابا، أتعرف أين أيلين؟”
رد والده قائلاً: “أيلين؟! ألا تعرف أين زوجتك؟”
قال سليم: “أيلين غادرت وتركت المنزل، وأبحث عنها في جميع أقاربها ولم أعثر عليها عند أحد منهم”.
سأل والده قائلاً: “ما الذي حدث لتجعلها تفعل ذلك؟”