رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء الثاني عشر)
تواصلت الجدالات بيني وبين رغد، وقالت لي:
- أيلين، أنا جئت هنا من أجل سليم، لم تكن هناك حاجة لكِ. أرى أن اختيارك السخيف وضعفك فيه قد تسببا في مشاكلنا.
رددت قائلة:
- لم يطلب أحد منك أن تأتي هنا، ولم يكن هناك حاجة لوجودكِ.
ثم أضافت رغد بغضب:
- لا أحتاج سوى أن تكوني هنا مع سليم.
وبينما كنت أعترض على كلامها، توجهت يارا إلي وقالت:
- إلين، أرجوك تهدأي. رغد تظهر بغيرة وبرودة، ولا يمكن لسليم أن يتحمل وجودكِ. أيلين، الفتاة التي أنا لا أحبها، تفعل كل شيء ممكن لكي تثير انتباه سليم. ألا تشعرين بالاستفزاز؟
أجبت رغد بتوتر وقلق:
- لا يهمني ما تفعلينه، ولكن لن يكون سليم بخير حتى يستيقظ. إنه في حالة خطيرة، هل تفهمين؟
ردت يارا بتعاطف:
- تعالي اجلسي، أيلين. أرجوك تهدأي ولا تنفعلي. أنا واثقة أن سليم سيستفيق بأمان.
حاولت السيطرة على مشاعري وامتثلت لنصيحتها، ثم قلت:
- أنا آسفة على كل شيء. لو لم أتشاجر بتلك الطريقة، لما غادر المنزل سليم بهذا الغضب. أنا سبب ما يحدث له، ولن أسامح نفسي إذا حدث له أي شيء سيء.
في تلك الأثناء، توقف الدكتور في الخروج من غرفة العمليات وهو يركض، وقال بسرعة:
- هل لديكم دم متوفر؟ نحتاجه بشدة للمريض.
توجهت نحوه وسألته بقلق:
- ماذا يحدث، يا دكتور؟
أجاب الطبيب:
- نحتاج دمًا للمريض. فقد فقد الكثير من الدم، وأحتاج شخصًا للتبرع بسرعة.
قلت له:
- هل حالته خطيرة؟
أجاب الطبيب بحذر:
- كل ما يمكنني قوله هو أن العملية كانت ناجحة، وهو في حالة جيدة الآن بفضل توفر الدم بسرعة.
قلت بارتياح:
- الحمد لله. متى سيستيقظ؟
أجاب الطبيب:
- سيستيقظ بعد ساعتين تقريبًا. لكن عليكِ أن تتأكدي من أنه لا يحرك ذراعه اليسرى كثيرًا عند استيقاظه.
شعرت بالسعادة والامتنان وذهبت للدخول إلى الغرفة. وما إن توجهت رغد للداخل حتى قبلت يدها وقلت:
- هل لاحظتِ أنا هي التي أصبحت زوجته؟
ردت رغد بغضب:
- بالطبع لاحظت.
غادرت الغرفة مجددًا وقلت:
- لذلك، سأدخل أنا أولًا.
وبمجرد دخولي، وجدت سليم نائمًا. جلست بجانبه ومسكت يده ولمست شعره، وقلت:
- ستستيقظ وستكون بخير. لن أزعجك بعد الآن، وأعدك بأن هذه ستكون آخر مرة أزعجك فيها. وإذا أزعجتك مرة أخرى، فأنا التي سأغادر المنزل، ليس أنت. أرجوك، فهم أنني لست خائنة، وغيِّر فكرتك السيئة عني.
فجأة، بدأ سليم يسعل وفتح عينيه وحاول النهوض.
قلت بسرعة:
- لا تتحرك، ابقى هنا.
سأل سليم: ماذا حدث؟